إن سوء
فهم دور المثقف كصانع للوعي وتموقعه كمحارب للبيروقراطية في المجتمع عجلت بوضع 'باراديغم'
"الثقفوت" كتعبيرة عن خيانة المثقفين.
إن
المثقف الذي لا يضع 'السكولائية' حجر عثرة أمامه في إنتاج الوعي يتحول إلى كائن
بيروقراطي بغيظ يجتر الأثر ويسقطه على الواقع بغباء كتعبير عن التزامه بأطر الدولة
أو بالأطر الحزبية وهذا شكل من أشكال الالتفاف عن طموحات البلاد وتطلعاتها.
قيادة الجماهير هو دور السياسي؛ فإذا لم تكن الجماهير
على درجة من الوعي الذين ينتجه وينشره المثقف، تتحول إلى قطعان تـُساق كالبعير؛
أما السياسي فإذا لم ينضج داخل حراك جماهيري يكون قادرا على تفكيك ديناميكيته فهو
مجرد واجهة لمنظومات الهيمنة والاستعمار بأساليبه الحديثة.
إن
التبرير الأعمى لسياسات معينة أو المضادة المـَرَضية لها هي مواقف مدفوعة الثمن
تنتج داخل بلاطات وأوكار التزييف المتعددة. وكل حراك جماهيري لا تنضج داخله أفكار
المثقفين الفعليين والفاعلين في التحامها بجملة مطالبه ولا يكون قادرا على إنتاج
قياداته من داخله يبقى مجرد حركة احتجاجية تتراجع نجاعتها شيئا فشيئا حتى يلتف
عليها الوحوش أو يتم تصحيحها من الأحرار والشرفاء.